قدر المملكة هو أن تلعب هذا الدور !
لن يأتي بجديد من يتحدث عن أهمية دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لقادة العالمين العربي والإسلامي، "للإجتماع مع الرئيس الامريكي ترمب خلال زيارته للرياص وما يمكن أن يتمخض عنها من نتائج سياسية، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصاعدا خطيرا في وتيرة التناحر والشقاق والتمزق بين الأشقاء العرب، يقابله في الجانب الآخر تعنت إسرائيلي وتصاعد في عمليات المشروع الصهيوني لتهويد القدس، واغتصاب الأراضي والمنازل وبناء المزيد من المستوطنات، تحت مظلة تهاون، أو تواطؤ، أو تخاذل أمريكي، جعل من استئناف المفاوضات والسير في اتجاه العملية السياسية لحل القضية أمرا غير ممكن.
في ظل واقع مثل هذا يبدو بديهيا استكشاف ما يمكن أن تفتحه هذه القمة من آفاق، وما يمكن أن تحدثه من اختراق لهذا الواقع نحو واقع بديل، تتوفر فيه للأمتين العربية والإسلامية ظروف أكثر ملاءمة لمواجهة هذه التحديات. غير أن ما يغفله المراقبون السياسيون هو أمر آخر، أكبر خطورة وأهم تأثيرا، ليس على مستوى المنطقة وصراع الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى مستوى المنظومة العالمية برمتها، ألا وهو التحرك السعودي الذي أخذت دوائره تنداح اتساعا، وبخطوات هادئة ومدروسة وواثقة تتجاوز في مداها أجندة القم العربية و الإسلامية ا ذلك أن نتائج هذه القم، وما يتمخض عنها من آثار على مجمل الأوضاع في. سوريا، والعراق ،واليمن وليبيا والموقف من مشروع تهويد القدس، يجب أن تدرج كلها "في اجندة لقاء القادة العرب والمسلمين مع ترمب في الرياض " وهذا يدخل في سياق السياسة الخارجية للمملكة التي ظل يقودها خادم الحرمين الشريفين بقوة واقتدار، بدءا من مؤتمرات المصالحة والوفاق بين الأشقاء العرب لحل خلافاتهم الوطنية في إطار وحدة بلدانهم، وهذا الدور الإطفائي والوفاقي الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي، فرض عليها ــ وعيا منها ــ بمنطق ترابط وتداخل القضايا الإقليمية والعالمية، أن تتجه بجهودها للدائرة الدولية الأوسع، التي شهدت في العقد الماضي ــ وبسبب من مقولات وأفكار ونظريات أحادية النظر ــ العديد من الحروب والنزاعات والتوترات، التي عمت أرجاء العالم.